سامية قنر .. صانعة الدمى التي حاربت التنمر والعنصرية بفن "الكروشيه"
سامية قنر، أصيلة مدينة نابل سيدة ستينية، ربة بيت وأم لولدين، تعلمت فن "الكروشيه" كمعظم بنات جيلها.. وهي حرفة يدوية تشغلها معظم يومها وقد تتحول إلى عون إذا ضاق الحال.. ألم يقل أسلافنا "يوفى مال الجدين وتبقى صنعة اليدين"!
تقول سامية قنر لموزاييك "الكروشيه تجاوز مرحلة الونس والغرام حد الإدمان ولا يمكن أن ينقضي يوم دون أن أحرك أناملي لتوليد قطعة كروشيه ..أصنع قطعا لتزويق البيت وهدايا للأحباب".
وتواصل قنر الحديث عن هوايتها اليدوية قائلة:" في البداية كنت أحيك مفارش وملابس لأطفالي وهدايا للأحبة ثم حين اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي مجتمعنا تعرفت على فن الكروشيه الصيني أميجورومي وهي تقنية صناعة الدمى بالخيط والغرزة، عندها تحول الغرام الى وسيلة تخاطب مع الأطفال كلما سمعت قصة عن طفل ترجمتها الى دمية وأهديتها لإيصال رسالة ما .
وتضيف مبتسمة: "مثلا قمت بحياكة دمية كطفلة مصابة بالبهاق تعبيرا عن رفضي للتنمر ضد المصابين بمرض البهاق وقد لاقت استحسانا وقبولا في محيطي العائلي حتى أن حفيدي أغرم بالدمية واتخذها صديقة لا تفارقه.
وبالابتسامة اللطيفة ذاتها، عددت السيدة قنر الدمى التي حاكتها أناملها مثل دمية سوداء البشرة تعانق دمية بيضاء البشرة لتشجيع الأطفال على رفض العنصرية وقبول الاختلاف وحتى يشبوا على أن الجمال لا يختزل في قالب ما .
حياكة الدمى لمخاطبة الأطفال ولمحاربة التنمر والعنصرية وعدة سلوكيات سيئة أكسب السيدة قنر شعبية واسعة في مدينتها، فنادرا ما تكسر ربة البيت بوتقة أشغالها المنزلية لتعبر الى عالم الدفاع عن الحقوق والحريات، لذلك تسعى السيدة قنر الى إقامة أول معرض لدماها المتميزة وتوظيفها في دعم قضايا انسانية سامية وفق ما أكدته لموزاييك.
سهام عمار